بتأكيد الأطباء.. الشاى يصيب الجسم بالجفاف والمشروبات الرمضانية تهدد صحتك
رمضان شهر مبارك تكثر فيه الأطعمة بكل أنواعها، وتمتلئ فيه المائدة بكل ما لذ وطاب، ونتيجة لهذا التنوع الرهيب يسرف البعض في تناول الطعام ضاربين بنصائح الأطباء عرض الحائط، إذ أن الإفراط في تناول الطعام أثناء الصيام يعرض الشخص لمشاكل صحية كثيرة، كما أنه يقف حائلاً أمام الانتفاع بفوائد الصيام. ونعلم أن للصيام فوائد صحية كثيرة، كما أنه يقي الجسم من أمراض عديدة، فقد أكدت الأبحاث العلمية والطبية الحديثة على الفائدة الكبيرة للصيام، في خفض نسبة الكوليسترول في الدم، والذي تزداد معدلاته بزيادة نسبة الدهون في الجسم والتي تتراكم طوال أشهر العام ويبدأ الجسم في التخلص منها خلال فترة الصيام، وللأسف مع الإسراف في تناول الأطعمة يفقد الشخص الفائدة الصحية للصوم، والتي تتحقق بالاعتدال في تناول الطعام .
ولاستفادة الجسم من فوائد الطعام، ينصح الدكتور طارق رضا استشارى التغذية بعدم الإكثار من شرب الشاى لأن مادة الكافيين الموجودة به تصيب الجسم بالجفاف، مشيراً إلى أن شرب الماء بكثرة وقت الإفطار يزيد من الإحساس بالعطش.
وأكد رضا فى لقاء مع "برنامج صباح الخير يا مصر" بالتليفزيون المصرى الأربعاء، أنه للتغلب على الإحساس بالعطش وبخاصة فى ظل أرتفاع درجات الحرارة لابد من البدء بتناول 7 تمرات يليها طبق من الشوربة الدافئة، ثم الذهاب للصلاة مشدداً على أهمية التمر لمرضى السكر والكبد.
وأوضح رضا أن مادة الكافيين الموجودة في الشاي تجعل الجسم يصاب بالجفاف، لذا لابد من شرب كوب من الماء عقب كل كوب شاى لموازنة معدل الماء بالجسم، ناصحاً بالإكثار من شرب الماء فى السحور وليس الإفطار لأن الجسم يحتاج إلى 8 أكواب يومياً.
وأشار إلى أن الخضراوات بها كميات كبيرة من الماء، لذا يجب عدم تجاهلها على مائدة الإفطار والسحور مناشداً المواطنين بعدم التسوق على معدة خاوية، لأن ذلك يزيد من معدل الشراء، فضلاً عن شراء أشياء غير ضرورية. احترس من المشروبات الرمضانية
وفي هذا الصدد، أكد خبراء التغذية على إحتواء العصائر المصنعة منزلياً على سعرات حرارية مضاعفة، حيث تحتل هذه العصائر مكانة مميزة على مائدة الإفطار الرمضانية التي تحفل بأشكال مختلفة من العصائر والتي يتصدرها الخشاف وقمر الدين والتمر هندي وعرق السوس والسوبيا وغيرها من العصائر التي تهتم ربات البيوت بصنعها.
وأوضح الدكتور خالد المدني استشاري التغذية العلاجية بعيادات "أدفانس كلينك" بجدة، أن عصائر رمضان المصنعة منزلياً سبب أساسي في زيادة الوزن خلال شهر رمضان, وذلك بسبب ارتفاع السعرات الحرارية للمكونات الأساسية لهذه العصائر وخاصةً ما يتم خلطه بالفواكه المجففة، مثل الخشاف والتمر هندي وقمر الدين وعرق السوس.
وقال إن هناك طرقاً لصناعة هذه العصائر تزيد من السعرات الحرارية إلى إضعاف مضاعفة لا يحتاجها الإنسان, ومما يزيد خطر هذه العصائر أن بعض أنواعها أصبح يعتبر من أهم تقاليد وجبة الإفطار الرمضاني في بعض الدول العربية، كما هو الحال لبعض الحلويات الشرقية التي يزيد الإقبال عليها خلال هذا الشهر.
ونصح المدني بتناول عصائر الخضروات وخاصة عصير البقدونس والطماطم والخيار والجزر والليمون وغيرها من عصائر الخضروات التي لا توجد بها سعرات حرارية تؤدي إلى زيادة الوزن.
كما أكد على أهمية تناول كميات كبيرة من المياه واللبن أو الحليب الخالي الدسم، وقال إن العصائر الطبيعية بصورة عامة تضم الكثير من السعرات الحرارية، فكيف يمكن أن يكون حال العصائر التي تضم الفواكه المجففة والسكريات "مثل الزبيب والسكر والمشمش المجفف والقراصيا وغيرها من الفواكه المجففة، إضافة إلى التمر. وبين أن كل 3 تمرات تعادل 60 سعرة غذائية.
وحذر مدني من استهلاك القهوة بكميات كبيرة لأن ذلك له العديد من المشاكل الصحية، فالقهوة تتصف بأنها غنية بالكافيين الذي يؤثر على العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم، فالكافيين يرتبط بتأثيره الكبير على الجهاز العصبي، كما أن هناك ارتباطاً كبيراً بين "الكافيين" وبين إدرار البول, حيث إن الكافيين له تأثير على إنقاص تركيز السوائل في الدم، لذلك فإنه ولسلامة وصحة الجسم يجب أن يكون تركيز السوائل بشكل جيد للحد من مضاعفات الجفاف أو نقص السوائل داخل الجسم مما يؤدي إلى الإرهاق وإلى مشاكل الجفاف أو نقص السوائل داخل الجسم.
كما أن هناك مشكلة في تناول القهوة بكميات كبيرة وهي الإدمان عليها أو بالأصح الإدمان على الكافيين، لذلك فإن الشخص يصاب بصداع أو آلام مختلفة عندما يتوقف عن تناول القهوة.
ونصح بتناول العصائر المفيدة للجسم وتزويده بالسوائل وكذلك بالعناصر والفيتامينات الأساسية للجسم والتي ترتبط بالصحة، وكذلك المشروبات العشبية سهلة التحضير، المفيدة للجسم والتي تمده بالعناصر الأساسية مثل النعناع والكركديه والمرامية وغيرها من الأعشاب التي تساهم بشكل كبير في تهدئة الأعصاب.
وأضاف أن الالتزام بتناول وجبات صحية في رمضان يعمل على خفض كيلو واحد أسبوعياً من وزن الإنسان, مشيراً إلى أن زيادة الوزن في هذا الشهر تكون نتيجة لكثرة العزائم ولتناول الوجبات الدسمة وقلة الحركة، مما يحول هذه المأكولات إلى دهون تتركز في مواقع متعددة من الجسم، مثل البطن والأرداف.
وطالب بأن تكون هناك ثلاث وجبات خفيفة من الفطور إلى السحور وبزيادة حصة السلطات والخضروات والفواكه والعصائر وزيادة النشاط والحركة.
ومن جهتها، أكدت سها عبيدات أخصائية التغذية أن السعرات الحرارية لهذه المشروبات تتفاوت من نوع إلى آخر، فكوب قمر الدين 350 سعراً وكوب تمر هندي 400 سعر، وكوب المشروب المركز 165 سعرة يتجاوز كوباً من عصير التفاح الذي يحتوي على 60 سعرة .
وأكدت عبيدات أن هذه المشروبات المركزة التي تحتوي على سكر مطبوخ تعتبر جزءاً من التقاليد الرمضانية، مما يجعل هذه المشروبات المصنعة محفزاً يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم، ويزيد من النشاط المفرط عند الأطفال، كما يزيد من ضعف اللثة وتسوس الأسنان.
وحذرت من استهلاك العصائر والمشروبات الملونة، مثل شراب التوت الصناعي وكذلك البرتقال الصناعي وغيرها من المشروبات الملونة، كذلك بعض الحلويات ذات الأصباغ العديدة.
وأضافت أن الماء هو المشروب المفضل أو العصائر الطبيعية للحد من مشاكل المواد المضافة والملونة، كما يجب الحذر من كثرة إضافة السكر الأبيض على هذه المشروبات الملونة لأنها تؤثر على زيادة الوزن.
الإفراط في تناول الطعام يزيد وزنك
ولتجنب زيادة الوزن المحتملة في شهر رمضان نتيجة الاقبال على تناول أطعمة متعددة في وجبتي الإفطار والسحور، ينصح الدكتور حسن محمد مخلوف من معهد التغذية في مصر باتباع الآتي:
وجبة الإفطار
يجب أن تحتوي علي مأكولات سهلة الهضم والامتصاص وتعطي شعوراً بالشبع، قليلة السعرات الحرارية، ذات كثافة غذائية عالية أي تحتوي علي الكثير من عناصر الغذاء المتوازنة.
كوب من الحساء خالي الدسم، سلاطة، طبق من الكربوهيدرات، خضار باللحم المسلوق, وأخيراً نوع من الحلوي بدون إسراف وترتب الوجبة في الطبق بشكل رباعي مقبول, فهذا يساعدك علي تخفيض الوزن لأكثر من 6 كجم للحد من الكمية, وكذلك كوب ماء أو شراب طبيعي ـ أو لبن.
وجبة السحور
وقد أوصى رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسحور وحث عليه فقال: (تسحروا فإن في السحور بركة).
ولهذه الوجبة المباركة فوائد صحية تعود على الإنسان الصائم بالنفع وتعينه على قضاء نهاره بالصوم في نشاط وحيوية.
ويجب أن تحتوي هذه الوجبة على سلاطة خضراء ـ قطعة من الخبز، و طبق متوسط من الفول ـ وثمرة فاكهة ـ كوب من اللبن .
وللحفاظ على رشاقتك يجب:
ـ التقليل من تناول الدهون والحلوي من دون الامتناع عنها.
ـ الاهتمام بالسلاطة الخضراء.
ـ التقليل من تناول المشروبات المصنعة والاستعاضة عنها باللبن والعصير الطبيعي.
ـ مضغ الطعام جيداً وعدم بلوغ مرحلة الشبع المفرط.
ـ عدم شرب الماء والسوائل أثناء الطعام.
ـ يجب عدم تناول الطعام بين الإفطار والسحور ومع الاستثناء للضرورة.
ويؤكد حسن أن بعض الصائمين يرتكبون خلال شهر رمضان أخطاء غذائية تؤدي الي زيادة في الوزن وربما الي السمنة.
ومن أبرز هذه الأخطاء أن يبدأ طعام الإفطار بتناول الأطعمة الحلوة المذاق والاستمرار في تناول أنواع مختلفة من الأطعمة طوال الليل مما يؤثر جداً على الوزن, ويسبب زيادته بصورة كبيرة تؤدي إلى السمنة المفرطة.
والأفضل هو الانشغال بالصلاة والعبادة للبعد عن هذه العادة المؤثرة وكذا ممارسة التمرينات الرياضية التي تساعد علي الهضم, وتحافظ علي ليونة الجسم وحيويته وقوته وقدرته علي مباشرة مهامه الوظيفية.