[photo]20144225[/photo]
بعض الذكريات تتحكم في ذاكرة الإنسان مهما حاول الإنسان أن يتخلص منها
مثل هذا النوع من الذكريات المتأصلة في النفس والعقل و الإحساس
لا يمكن آلا يكون متصلاً لسلسلة من الأحداث والواقع تظل مؤثرة في النفس
ومحفورة في الذهن ووثيقة الصلة بإحساس الإنسان
وليس شرطا أن يكون هذا النوع من الذكريات حلما ومفرحاً وسعيداً بالنسبة للإنسان
فهناك من الواقع والأحداث والمفارقات القاسية ما يفوق في تاثيرة الذكريات المفرحة كثيراً
غير أن هذه الذكريات مؤلمها ومفرحها تظل غافية في الذهن إلى أن تستيقظ بفعل التداعي
فأنت قد تتعرض لحادث المروع الذي وقع لك منذ عشر سنوات
وكاد يؤدي بحياتك وحيات من معك لولا لطف الله وقدرته ورحمته
وعلى النقيض من ذلك فأنت قد تعيش لحظه هانئة تفرح فيها من أعماقك
ولكن تظل دون مستوى الفرحة التي عشتها في وقت ما وفي ظرف ما ومع أناس معينين
وبتالي فان الذكريات الأولى تعود إلى النفس وتفترش أرجاء النفس
وتحمل الإنسان إلى رحلة طويلة طويلة لا حدود ولانهاية لها
والكثير من البشر يعيش مثل هذه اللحظة
عندما يشهد فر حاء أو يعيش عيد ميلاد من نوع ما أو يسمع إلى أغنية مؤثرة
تعيد إلى شريط الذكريات وتذكرة بأعز الناس إليه وأكثرهم تأثيرا في حياته
ولولا هذه الصلة الحسية لما كان للاغاني والشعر والألحان طعم
ولما كان لها صدى في أعماقنا أي تأثير قرب مقطع يبكيك من الداخل
ولكنة يملئك نشوة ويعيد إلى حياتك رواءها وبهاءها
وقد يملأ نفسك هما وغما وحزنا ويعيد إلى نفسك قصة ذكريات جريحة
فتنزف دماً وتلعن اللحظة التي انكأها هذا المقطع وتنكفئ على نفسك لحظات أو أيام وربما شهوراً
تحاول أن تعالج جرحك وان تنسى وقائعه المؤلمة دون فائدة
يحدث هذا عندما يكون الإنسان صادقا في مشاعره ومعاناته وإخلاصه
وإلا فإن الكثير من البشر يتجاوزون اللحظة إلى غيرها
وكأنهم يلبسون حذائهم في الصباح ليخلعوه في المساء وهكذا
لكن بعض الذكريات تجمع بين الجراح والمداواة وقد تجعلك تعيش خليط من المشاعر
فأنت تتذكر سبب حبك لنوع معين من الأصوات أو الألحان والأغاني
لمجرد أن هذه الانسانة تحب هذا النوع من الغناء أو هذا الصوت أو اللحن
وعلى الرغم من المسافات الطائلة التي تفصل بينك وبين هذه الانسانة في بعض الأحيان
إلا أنك تشعر بها أمامك ومن حولك وفي كل آهة تصدر عنك وربما تتخذ قراراً سريعاً يحملك إليها في اقرب فرصة
الغريب في الإنسان أن يتذكر حين يكون بعيد عن أرض الذكريات أو على غير صلة في الحظة إياها بمن تجمعه به
مثل هذه الذكريات فإذا هو رآها تبددت كل هذه الذكريات واختفت الأشواق وتضاءلت حدتها
وربما تختفي إلى أن تعود الحنين إليها وهكذا
عجيب هذا الإنسان فهو لا يمارس الولاء لأشيائه إلا حين لا تكون قريبة منه وغير متاحة له
والأعجب من هذا والأكثر إيلاما هو أن هناك من البشر من يملك ولاء له حين تكون معه
ولا عندما تكون بعيد عنة قد يجعله اكثر شجاعة في إيداع ضميره في جواربه والتصرف على نحو تنقصه الآدمية
ويدعو للاشمئزاز
المشاعر الوفية لا تموت وان تقادم عليها الزمن
المخلصون لا يحتاجون إلى ناقوس خطر تدقه كلما انزلقت نفوسهم إلى الحضيض
إحساس الإنسان يعيش آلف عام إذا كان وفياً له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الطبع والنشر محفوظه © 2005
محاسب محمد حامد