بعد الرعب الذى أصاب الجميع من انتشار مرض معدٍ يصيب العين خاصة فى هذا التوقيت من العام، وفى الفترة الانتقالية ما بين الصيف والشتاء وتصريحات وزارة الصحة بضرورة اتخاذ الاحتياطات الطبية المناسبة، حتى لا ينتشر المرض ويتعدى حدود محافظه الدقهلية.
كان ولابد من أن نتعرف على حقيقة هذا المرض فتوجهنا للدكتور طارق النجار استشارى جراحة العيون بمعهد بحوث أمراض العيون الذى قال: تعتبر الملتحمة هى الطبقة الرقيقة المبطنة للجزء الخارجى من العين والجزء الداخلى من الجفون، والتهاب الملتحمة يأتى فى الصورة الحادة منه نتيجة للحساسية أو العدوى الفيروسية أو البكتيرية، كما يمكن حدوثه بعد إصابة العين نتيجة تعرضها لأحماض أو قلويات.
كما أن هناك نوعا شهيرا لالتهابات الملتحمة يحدث للأطفال أثناء الولادة، وذلك نتيجة حدوث تلوث بكتيرى للعين أثناء الولادة نفسها.
ونستطيع تقسيم التهابات الملتحمة على حسب الأجزاء التى تعرضت للإصابة فى العين، فقد تكون الملتحمة فقط هى المصابة بالالتهابات، وقد يمتد الالتهاب إلى الجفن أو القرنية أو الصلبة وفى هذة الحالة قد يؤدى إلى العمى وخاصة مع التهابات القرنية.
وبالنسبة للالتهاب الفيروسى عادة ما يصاحبه نزلات برد والتهاب فى الحلق، وأهم أعراض الالتهاب الفيروسى للملتحمة هو احمرار العين باللون الوردى، ووجود دموع غزيرة مع درجات متفاوتة من حكة بالعين، كما تشهد الأعراض وجود بعض الإفرازات الخفيفة ويحدث انتفاخ فى الملتحمة نفسها التى قد تمتد إلى الجفون والغدد الليمفاوية وعادة ما يبدأ الالتهاب بالإصابة بعين واحدة، ولكنه ينتشر بسهولة شديدة للعين الأخرى.
وينصح فى هذه الأثناء باتباع التعاليم الصحية بحيث يقوم المريض بغسل اليدين بصفة متكررة ويفضل استخدام المواد المطهرة لليدين، كما ينصح بعدم لمس العين واستخدام فوط مخصصة لكل شخص، وينصح بعدم مصافحة الآخرين كثيرا، وذلك للحد من نقل العدوى الفيروسية عندما يصاب الشخص بهذا المرض.
ويؤكد النجار أنه بالنسبة للعلاج فالهدف منه هو تهدئة الأعراض وليس علاج الفيروس نفسه، حيث يتم شفاؤه ذاتيا بعد فترة معينة قد تصل من 2 : 5 أيام وقد تستمر هذه الفترة أطول إذا حدثت مضاعفات جانبية وامتد الفيروس إلى أجزاء أخرى من العين.
أما عن طرق العلاج فتشمل استخدام كمادات ماء بارد للعين واستخدام القطرات المرطبة والتى يفضل وضعها داخل الثلاجة لكى تعطى تأثيرا بالارتياح عن طريق البرودة المكتسبة.
وينصح بعدم استخدام القطرات التى تحتوى على الكرتيزون خاصة فى الحالات الوبائية من هذا الفيروس، وأعنى بالوبائية أى عندما يصاب عدد كبير من المرضى فى آن واحد، حيث إن الكرتيزون يقلل من المناعة السطحية للعين وبالتالى قد يتسبب فى تطويل فترة المرض، وينصح باستشارة الطبيب المعالج عند الشعور بالأعراض.
ويشير إلى أن هذا المرض ينتشر مع تلوث الجو والعادات الصحية غير السليمة التى تساعد على انتشار الأمراض الفيروسية، كما أكد على عدم ارتباطه بسن معينة فيمكن أن يصيب جميع الشرائح العمرية.
وهناك نوع آخر غير النوع الفيروسى المنتشر يسمى بالالتهاب الملتحمى البكتيرى، حيث يقول الدكتور وليد حازم عطية أستاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب قصر العينى إن التهاب الملتحمة الفيروسى إما أن يكون فيروسيا أو بكتيريا، وهما ينتقلا بنفس الطريقة بسبب قلة النظافة، ومدة المرض لا تتعدى الأربعة الأيام ليختفى بعد تناول المضادات الحيوية والاهتمام بنظافة العين.
والفيروسى ينتشر بشكل أكثر من البكتيرى حيث يصاحبه حرقان وألم فى العين أكثر من البكتيرى مع وجود احمرار بمعدل أكثر من البكتيرى.
وأهم ما يميز التهاب الملتحمة البكتيرى أن إفرازاته تكون كثيرة، أما ما يتردد عن كونه سببا فى الإصابة بالعمى فهذا كلام غير صحيح على الإطلاق لأن مدة المرض قصيرة داخل العين.
ومعظم الأماكن التى ينتشر فيها المرض هى الأماكن الريفية التى ينتشر فيها عدم النظافة والاحتكاك بالجراثيم، والمرض لا يستدعى القلق الذى تسببت فيه وسائل الإعلام ولا يسبب العمى على الإطلاق.
وفى إطار هذا الأمر أشار دكتور محمد رمزى استشارى أمراض وجراحات القرنية، قائلا: إن هناك أنواعا كثيرة من الفيروسات قد تسبب المرض إلا أن الوقاية منه تتطلب الحصول على المضادات الحيوية للقضاء عليه والتهاب الملتحمة ليس له أعراض معينة من الممكن أن نعرفه بها سوى الاحمرار والحرقان والألم بالعين بخلاف ذلك لا توجد أعراض تميزه.
إلا أن المرض يتطلب عدم استخدام أغراض الآخرين ويفضل أن يكون لكل شخص أغراضه الشخصية المتعلقة به مع الحرص على نظافة العين، ويمكن محاصرة هذا النوع من المرض بمنتهى السهولة، ولا خوف أبدا منه طالما تم الالتزام بالقواعد التى يشرحها الطبيب للمريض والسالف ذكرها.