trueloveway
عدد المساهمات : 131 تاريخ التسجيل : 05/09/2010 العمر : 41
| موضوع: مـــــــــركب العمر الثلاثاء 26 أكتوبر 2010, 9:28 pm | |
|
عندما أمضى فى حياتى وأشعر بالأستقرار فإننى بلاشك سأشعر بالسعادة الغامرة حينها يرحل الحلم بى إلى ابعد ما أتصوره فى خيالى إلى مركــــب العمــــر
ويسير بى هذا المركب في بحر الحياة فتسدل جميع الأشرعة لتحتضن الرياح وتجذبها إلى قلب البحر
حينها رفرفت النسمات على وجهى وسمعت لنغمات الطيور بلحن جميل امتعنى تاره وألحان أخرى حزينه داعبت دمعى تاره اخرى
وبينما كنت أنعم بصفاء الذهن وقرار التفكير إلا أن دوام الحال من المحال فرأيت السحب في عناق حار حتى أختنق النور حد الظلام فرحل ذلك الهواء العليل والأصوات الشجيه ثم ساد السكــــــــون وأي سكون هو حتماً انه ما يسبق العاصفه
حينها شاهدت بعينى تلاطم الأمواج وكيف تصعق العواصف بقوة البركان وتقذف برعودها بحزم وقسوه ? علمت كيف يغضب البحر ويهيج فهرعت لرفع الأشرعه ? وحاولت تدارك الموقف بسرعه ولكن دون جدوى
لقد كانت تلك اللحظات العصيبه هي النهايه فقد حطمت العواصف مركب العمر وهو في منتصف الطريق وياللحسرة وقذفت بى في بحر عميق أصارع فيه امواجه وأحاول الإمساك بأي شيء من بقايا المركب للنجاة في بحر الحياة أحاول البحث عن قشة لانقاذى هنا او هناك قبل ان يلتهمنى البحر
وتظلم الدنيا في وجهى وتسود في نظرى وضاقت بى السبل وسوقتنى الأقدار إلى ان أمسكت بشيء من بقايا مركبى
وفي خضم هذه الأحداث لاأتحتمل الأعياء والتعب فيغمى على
وفجأه
أستيقظ على شمس حارقه وقد قذفت بى الأمواج إلى جزيرة مهجورة ثم نظرت إلى الأزهار والطيور والحيوانات بنصف عين مفتوحه بديت وكأننى غريب عنها
فشعرت بأن الطيور حزينه وشعرت بصوتها كنحيب بل بكاء لا نفهمه نحن البشر وأكاد لا أستمتع عذوبة نبراتها ولا حتى بنسيم الصباح ولا بأي شيء آخر
وقفت على الشاطيء كمركب يبحث عن مرسى وبقيت هناك حزيناً منزوع البسمه من شفتيى فنظرت لبحرى واعدت النظر كثيراً فيه
وبقيت على هذه الحاله حقبة من الزمن أحاول ان أعيد الماضي دون جدوى لتسحبنى الذكريات من عالمها لاأعود ألى ادراجى حزيناً منكسراً
وفي احد الأيام
وانا كعادتى أ قف على ذلك الشاطيء يمر من امامى مركباً غير كل المراكب التي شاهدتها ويعتليه إنسان غير الناس الذين عايشتهم وألفتهم من قبل
فيقول لى : أركــــــب
قلت له : لا ليس لدي مركب
فيقول : أركب لنبحر معاً حتى ينتهي بنا بحر الحياة ولنقض معاً أجمل أيام العمر أعدك أن اكون لك الهواء وانت لي الظل وسأبقى لك الصوت العذب وأنت لي اللحن الجميل
وأثناء هذا اللقاء
شعرت برهبة وتردد في تلبية النداء وفجأه قفز أمامى ذكرى وقوفى بهذا الموقف من قبل كحجر صلب وحاجز يفصل بينننا وتصور في عقلى الباطن أن النتيجه ستكون حتمية ما وصلت إليه الآن
فرفضت بإحترام وأستمرت قدمى وفي قرارة نفسى أنوى ان أرحل معه فتمتزج هذه الرغبه برهبة الإبحار مرة اخرى
فيقول لى :بكل عزيمه وأصرار
ليه نقول ان الفراق مكتوب علينا والحياة قدامنا ليه نسلم نفسنا لليأس ونقول انظلمنا تعالا تعالا
حينها لا يكون أمامى سوى أن أقفز لمركبه بدون اي تردد وادنى تفكير ومن ثم تتحطم جميع الحواجز النفسيه التي امامى ويسير المركب تعلوه ضحكات السعادة والفرح وتعود الأمور أحسن مما كانت عليه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق الطبع والنشر محفوظه © 2005 محاسب محمد حامد
| |
|