التحليل النفسي هو من أصعب الطرق العلاجية دراسة وتطبيقا" من هنا كانت ضرورة "التحليل النفسي – طريقة الاستعمال" فالاختصاصي النفسي وعملاؤه يحتاجون للتعرف الى هذه المدرسة العلاجية بصورة وقائع عيادية وليس بالصورة النظرية البحتة التي تعودنا تدريسها في الجامعات والمعاهد النفسية.
في هذا الكتاب يقوم ثمانية من المتعالجين بطرق تحليلية مختلفة بعرض تجاربهم مع التحليل النفسي. مستعرضين أسباب توجههم للعلاج وطلبهم له. ثم يذكر كل منهم نمط علاقته بمحلله وأسلوب هذا المحلل في العلاج. أخيرا" يعرض كل من هؤلاء المتعالجين للنتائج التي حصل عليها من خلال هذا العلاج.
لا بد من الاشارة هنا الى ان اختيار هذه الحالات قد تم بصورة انتقائية فلو نحن راجعنا عينة من المتعالجين بالتحليل فاننا سنجد ضمنها نسبة كبيرة من الذين يعلنون عن عدم فعالية التحليل في علاجهم ويوجهون له الانتقادات اللاذعة. في مقدمة هذه الانتقادات نسجل التالية : طول الفترة التي يستغرقها العلاج وكلفته مقابل عدم وجود ضمانات موضوعية لنتائج العلاج. هذه الثغرات هي السبب في تراجع الاقبال على العلاج بالتحليل النفسي.
هذه الاشارة كانت ضرورة حتى لا تدعو هذه الحالات وكأنها دعاية للتحليل النفسي خصوصا" وأن هذا الكتاب لا يهدف سوى الى مساعدة القارئ على تكوين فكرة موضوعية ن هذه المدرسة الشهيرة.
بدورنا قمنا بانتقاء هذه الحالات من بين حوالي المئة حالة معتمدين في هذا الانتقاء على المنطلقات التالية :
أ – تنوع الحالات المرضية وصولا" لإطلاع القارئ على ثمانية حالات مختلفة هي:
1- عصاب القلق ومظاهره الجسدية ( حالة كارول)
2- اشطرابات النوم وتأخر النضج العاطفي (حالة اليأس)
3- عصاب الهجر وخلافات الأهل (حالة بيار)
4- الرهاب / الفوبيا (حالة لوسي)
5- النهام / البوليميا (حالة لورا)
6- التبعية ومظاهرها العصابية (حالة مارك)
7- الانهيار الرد فعلي (حالة كلوتيدا)
8- عقدة الفشل (حالة جرانت)
ب- تنوع المدارس التحليلية المعتمدة في علاج هذه الحالات بهدف اطلاع القارئ عليها.
ج – الحالات الأكثر وضوحا" في العرض والأقرب الى الواقع العيادي. لكن عرض هذه الحالات لم يكن ليكتمل بدون اعطاء القارئ فكرة موضوعية عن المنطلقات النظرية للتحليل النفسي ودواعي استعماله وطريقة هذا الاستعمال. من هنا كان تقسيم هذا الكتاب على النحو التالي :
1- ماهية التحليل النفسي – تمهيد.
2- العلاج النفسي – طريقة الاستعمال.
3- التحليل النفسي – دواعي الاستعمال.
4- ثمانية حالات تحليلية.
5- التحليل النفسي الذاتي.
عند هذا الفصل الأخير نتوقف لنقول بأن التحليل النفسي الذاتي يمكنه أن يساعد القارئ بعد قراءته للفصول السابقة التي تساعده على تكوين قاعدة نظرية، تمكنه من الانطلاق لمحاولة التعرف الأعمق لذاته ولدوافعه وصولا" الى القدرة على اكتشاف بعض نقاط ضعفه وتخطيه لبعض الأزمات التي مر بها والتي قد لا تزال مؤثرة في شخصيته ومعيقة لسعادته.
ان محتويات هذا الكتاب هي ثمرة جهود لجنة الترجمات المبسطة في مركز الدراسات النفسية والنفسية – الجسدية وهي قد نشرت سابقا" بصورة مجزأة في مجلة المركز " الثقافة النفسية ". حيث ان فكرة جمعها في كتاب كانت فكرة نابعة من قراءة هذه المجلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ارسل رسالة