بسم الله الرحمن الرحيم
تنويه
نظرا لكميه الرسائل القليله وليست الكثيره والتى تطالبنى فيها بالرجوع مره اخرى للكتابه فقد قررت ان استمر فى الكتابه من اجل هؤلاء الاخوة الذين منحوني الاحترام والتقدير وفى نفس السياق اقدم لهم كل العرفان والتقدير بأهتمامهم البالغ بالعبد الفقير لله وكتاباته المتواضعه واعتذر لسيادتهم أذا كنت قد أزعجتهم فى لحظه من اللحظات
بينما انا أكتب هذا المقال وجدت قلمى قد عزف عن الكتابه فسألته لماذا؟ قال لى هذا تعبيرى لسيادتك استنكر فيه توقفك عن الكتابه فدمعة عيناى وقلت له لماذا ؟ رد قائلا لقد تعودت على ان اسطر احزانك واحلامك وزمانك ولا تعودت على الجلوس داخل أدراج مكتبك المظلم تعودت منك بان تضحى من اجلى تخرجنى ألى النور وأنت تسطر ظلامك وفى لحظه سقطت دمعتى على حبر هذا القلم فأبتسم فسألته لماذا الابتسامه ؟ قال لى لقد كملة عيناك حوارى مع سيدى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حلمى الابيض فى اليوم الاسود
[photo]19945563[/photo]
أحاول أن أبدأ مقالي حتى ينشط فكرى ويشعرنى بالحماس لقراءته أدرك تماما بأن أي كاتب يسعى لكي يقرأ كتاباته أكبر عدد ممكن من القراء والبعض يسعى لجذب انتباه القراء من خلال أساليب متنوعة للمقال وعنوانه وبالفعل احترت وفكرت أيضا في اختيار عنوانا لمقالي و لم أجد أنسب من هذا أو هكذا يبدو لي وإن كنت ابحث هنا عن عنوان
فأي عنوان ترتأونه يا ترى؟يبدأ فجري هنا ذو أبعاد تتجاوز شرب القهوة وقد تمتد إلى أبعد من ذلك بهذا الوضوح وبهذه الكلمات استدرج القارئ وأنا أخاطب ذاتي أحاول أن اكتب نصا رفيع المستوى وأن أظهر الشخص الذي في داخلي ذلك الإنسان النقي هذا ما هو متأكد منه حيث زرعت في داخلي إنسانا يحيا بصدق وأصبح المخلوق الذي يمنحني السعادة كل يوم إرادتي هنا صلبة ورغبتي باحتساء الكتابة حتى آخر حرف ولكن أى مدينة يمكنها أن تضيء هذه الأفكار غير
المنصورة وهنا أشكركم لتحملكم جرأة أفكاري فثمة بداية أخرى للقائي معكم عبر حروفي وكم يغريني الفجر أن أكتب وحتى لا أطيل سأبدأ من السطر الأخير وسأتحدث عن تلك الليلة عندما حلمت حلما جميلا له طعم ورائحة ولون وحتما ستبقى مشاعري صادقة أعذروني إن لم يروقكم مقالي رغم صدقه وعمقه فلا عليكم أتركوه عنكم
سأتناول حلمي بعيدا عن الفلسفة والفكر وسأتحدث عنه كما شعرت به وألمس إحساسي وجوارحي فيه
ثمة في الخفاء بين السطور قلق مفعم بالألم لكل أشياء الحياة التي تبددت فهذا الإحساس هو ما يقع فوق صدري ولا أعلم تماما
لماذا يجول هذا الإحساس ؟هنا الجميع نيام إلا من رحم قلبي قلمي وقهوتي الغالية جدا على نفسي يتسامرون معي ليلا أحاول أن أرتقي بقلمي صهوة الإبداع ما أقسى أن ننام ونصحو من حلم جميل وقصير وفي الواقع يعلم الجميع إن المرء من شدة تعبه يخلد للنوم وهو يخفض جفونه ويدخل عالم الأحلام التي لا علاقة لها بالواقع حيث إنها تتراءى أثناء النوم ولقد حيرت الأحلام الناس منذ زمن بعيد وخضعت لتفسيرات عدة فالبعض قديما اعتبروا الأحلام ما هي إلا تجارب تمر بها الروح عند النوم ولكن البعض الآخر فسروا الحلم على إنه تعبير عن رغبات مكبوتة أو قد تكون هروبا من هموم الدنيا وأوجاعها وكما يقال من لا يحلم لا يمكن أن يشاهد الحقيقة أمامه
لاأسبح في هذا الحلم الجميل لحظة تعرية المشاعر وقد حذف هذا الحلم مني كل الكلام وخذلتني بعض الأحاسيس وغلبتني المشاعر ولن أختار الصمت هنا كي أقمع مشاعري وأحاسيسي الثائرة ولن أغيب عن سماء حروفي وحين يمتزج الحلم بصدق البوح والاعتراف لن أقول إلا ليسكن اليقين أحلامي وتسكننا أحلامنا وتطغى علينا وتبقى حبيسة وسائدنا
عندما يقترب المرء من وسادته تبدأ الأفكار وعندما ننام نغرق في بحر من الأحلام لقد تعودنا على ذلك إنها حاجة يومية نعيشها مع لذة الخيال وألم الواقع آه ما أقساك يا زمن لقد سرقت أحبائنا وافترقنا يا رب لهم رحمتك ببعد السماء والأرض آه ثم آه غابت ورحلت حبيبتى إلى الأبد وللتو تستيقظ في ذاكرتي ذكريات نائمة فاستحضار الذكريات الحلوة من خلال أحلامنا هي حافز لاستمرار حياتنا واليوم حبيبتى ما عادت تربطني بها غير الذكرى والحسرة ويتخلل ذلك الدمعة والعبرة
وأنا متكئا على وسادتي مشغول بأفكاري لا أدري كيف داهمني النعاس وبعد أن صحوت شاهدت أوراقي غافية على صدري في تلك الفترة الزمنية التي استسلمت للنوم فيها زارني حلم جميل لم أحظى بمثله يوما والذي فيه شاهدت حبيبتى تقف أمامي مبتسمه مرحبه بي وبقيت أنظر إليها غير مصدقا عيناي وخائفا من أن تتلاشى صورتها من أمامي ومددت يدها مقدمه لي هدية لا تحضرني ماهيتها ابتسمت واطلعت تنهيدة قادمة من أعماق روحي ليتني استطيع أن اعرف
ماذا تقصد حبيبتى بهديتها لي ؟ وهل من حقي أن أعرف ؟ وما أكثر اللذين لا يفصحون ؟ولكن ما تفسير ذلك الحلم ؟وكيف استطيع مواجهة مفسري الأحلام؟ هل أخبرهم بمدى اشتياقي لحبيبتى ومدى حسرتي عليها ؟وهكذا ظهرت لي في المنام ولعل الموضوع لا يحتاج إلى تفسير وسأعتبر ذلك الحلم الأبيض هدية ربانية من الله تمنيت أن يعود الليل ويعود حلمي وتوسلت لوسادتي أن تحفظ حلمي لأرجع له متى أردت وتمنيت أن أطير ذاك المساء لعلني أصل للسماء وأجد حبيبتى التي رحلت في غفلة مني كنت أنتظر ذلك الحلم معها كنت أحتضن بعض أشيائها حتى تستوطنني روحها النقية ما زالت رائحتها من بعد حلمي تستوطن كل أركان غرفتي ربما ينام ذاك الحلم هناك
عشت أجمل لحظات حلمي مع حبيبتى وقد صورها عقلي وملأ قلبي طربا تلك اللحظات المعدودة التي قضيناها سويا بحلم أبيض كبياض قلبها وبقيت أقول مناجيا يا حبيبتى أطلتى الغيبة وأرهقتيني من الانتظار فلا تخذليني
ففتحت عيناي ذاك الصباح الباكر ونهضت على غفلة من النوم لأجد نفسي وحدي وأنا ألهث من التعب وغسلت وجهي ونظرت إلى الساعة فكانت السادسة وحزنت لأنني استيقظت منه استرجعت الحلم بذاكرتي فإذا هو موضوع جميل
تناولت قلمي وبدأت اكتب الفكرة وباشرت الكتابة ولكني أجد طيف حبيبتى بين السطور وفجأة اختفت وما زالت بعض المشاهد في الحلم تفرض حلاوتها على أجواء الغرفة وكان المنظر حالما رائعا لا أدرك مكانه ولا زمانه ولا أدري كيف ؟ لكن ضوء الشمس نشر أشعته الذهبية في أرجاء الغرفة رغم إنه كان صباحا حارا ارتعشت مفاصلي وأنا أتجول داخل غرفتي أعددت قهوتي وجلست إلى مكتبي أبحث عن شيء ما لم استطيع تحديده
هناك أحاسيس وأفكار متداخلة وشعور مختلط يراودني وكنت بحاجة قوية إلى ذاك الحلم الجميل
الهدوء توسد المكان وشيئا من الخوف سكنني وربما نما الخوف بداخلي بسبب وحشة الليل ومضيت أجري دون شعور مني
إلى أين أقصد ؟ وقلبي يخفق بسرعة بين ضلوعي
وفي الليلة الثانية نمت بعدها وأنا أستنجد بروحها الطاهره وصورتها الجميلة التي لم تفارقني وسألت نفسي
ماذا حدث بالأمس ؟ حاولت أن أحرس ما تبقى لي من ذاك الحلم اقتربت من سريري واتكأت على وسادتي التي تحمل كل أسراري وهمست لها أريد أن أرى نفس الحلم وكان لحلمي رعشة مميزة حيث ألححت على ذاكرتي لعلها تسعفني بتذكره أو باستحضار بعض التفاصيل وقد كان حقا حلما مميزا يستحيل وجوده في أي حلم ولا يستطيع أن يصوره أي فنان وتعجبت كثيرا حيث إنه لم يكن أكثر من حلم و هكذا نظل نحلم ولا نتوقف عن أحلامنا فلعلنا نجد ضالتنا يوما
ما هذا الحلم الذي طال الطريق به أو تاه عنه ؟هل أنا تأخرت أم هو؟ يقشعر بدني برغم إنني كنت منتظر مثل هذا الحلم وما أعذب الأحلام التي تنعش أرواحنا العطشانة لقد كان حلما عشت لحظاته بسعادة وتملك روحي وكنت انتظره من بعيد وطال صبري وكم كان في سهري ذلك الحلم الذي داعب مخيلتي وأنزل دمعتي على وسادتي بعد استيقاظي كلماتي تعدت حدود الخيال قد أتوقف كثيرا هنا بارتعاش أناملي هامسا متمتما: إنني أتمنى العثور على من كانت يوما للقلب حبيبه عزيزه والوصال معها محال فيا من كنتى حلما جميلا هلا رجعتى كالطير المهاجر مدركا كل صباح تشرق الشمس وتغيب ليغيب عنا من نحب ولكن سأبقى على ثقة إن شمسا جديدة ستشرق يوما بعد يوم
ماذا كان لي أن أتخيل في أقصى درجات الخيال ؟ أن ألتقي بحبيبتى في هكذا حلم يا إلهي في ذاك الحلم أنا و حبيبتى وهديتها ثلاثية قلما تآلفت في حياتي معذرة يا من يعشقها قلبى فإن القلوب قد تتساوى وتلتقي في الأحلام وما أحوجنا إليها وما أجمل اللقاء في عالم الأحلام وجميل أن ينطق الحلم والأجمل أن أنام كي أحلم
أيها الحلم أواقع أنت أم خيال؟ أيها الحلم هل ستزورني ثانية أم سترحل بعيدا؟ فإن تلك اللحظات التي عشتها مع حلمي حملتني إلى عالم الروح ونقلتني في رحلة مجازية حقيقية فالحلم متعة وجمال وهبة ربانية ولم تكن سوى سرقة شرعية من عقارب الزمن
أشكرك يا إلهي لقد كان حلما جميلا بكل أبعاده وأوجاعه ولعله لم ينته تماما من ذاكرتي سأظل أتذوقه وأتذكره كثيرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الطبع والنشر محفوظه © 2008
محاسب محمد حامد